تنبيه العباد إلى (استمرار اليهود في الفساد والإفساد) الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيه العباد
إلى (استمرار اليهود في الفساد والإفساد)
{وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا}[المائدة: ٦٤]


الحمد لله ناصر المؤمنين، وماحق الكفار والمنافقين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وخير خلق الله أجمعين رسول الله محمد وعلى آله وصحبه الطيبين المكرمين.

(وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -).

أما بعد...

-  فقد قال الله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: ٨٢].

وقال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)} [المائدة].

-  والآيات في ذم اليهود وبيان أحوالهم كثيرة في كتاب الله تعالى؛ كما لا يخفى(1).

-  فاليهود كانوا دائمًا مُفسدين، ولأهل الإسلام مُبغضين، وبدا منهم في آخر مائة عام من الشرِّ والسوءِ والكَيدِ للإسلام والمسلمين ما لا أستطيع وصفه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

-  وكان من مشهور جرائمهم –عند تأسيس كيانهم الكفري العدواني- إبادتُهم لألوفِ المسلمين، واستيلاؤهم على مُدُنِهِم وبيوتِهِم وممتلكاتِهم وأراضيهِم ومزارعِهم، ومحوُ قرى كاملة، وإزالتُها من الخارطة، وتشريدُ آلاف الآلاف من المسلمين الفلسطينيين في بقاع العالم المختلفة.

-  هذه الجرائم ما زالت مستمرة –لم تنقطع في وقت من الأوقات-، فشنُّ الحروب، والقصفُ، والقتلُ، والاعتقالُ، والسجنُ، والتجسسُ، ونشر العملاءِ والعميلات في مختلف المجالات، كل هذا ما زال مستمرًّا ويزداد.

-  ومِن آخر هذه الجرائم ما قررته المحكمة العليا!!! الإسرائيلية! من منح صلاحيات لرئيس الإدارة المدنية (يواف مُردخاي) بهدم منازل لمئات العائلات في ثمان قرى جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية في المنطقة التي يستهدفُ اليهودُ توسيعَها؛ باعتبارها منطقة تدريب عسكري.

-  وفَوَّضَت المحكمةُ «مراقبي الإدارة المدنية» بالصلاحية لتحديد أي المنازل يجبُ هدمُها أولًا بناء على تداخلها مع منطقة التدريبات.

-  وقال محامي الدفاع عن أهالي المنطقة (وهو يهودي اسمه: شلوموليكر): إن ذلك يعني التمهيد الفوري لهدم كل القرى الفلسطينية في المنطقة، مُتَّهِمًا «مراقبي الإدارة المدنية» بأنهم من المستوطنين(2).

-  وأصدرت وزارةُ الخارجية الفلسطينية بيانًا، قالت فيه: إن استمرار إسرائيل(3)في توغلها الاستيطاني من دون مساءلة أو محاسبة سيؤدي إلى إحداث تحول دراماتيكي فيما يتعلق بحل الدولتين(4)، ما سيفرض((5على الجانب الفلسطيني تبني خطوات(6)قانونية وسياسية نوعية للدفاع عن حقه، ويدفع نحو مواجهة ليس فقط إسرائيل(7)، وإنما أيضا العجز الدولي، بما فيه الصمت الأمريكي(8).
-        «فينبغي للمسلمين الاستغاثة إلى الله تعالى والابتهال إليه، والتضرع في إزالة هذه الداهية(9).
أسأل الله تعالى أن يعجل دمارهم ويريح منهم المسلمين إنه ولي الخيرات في الدنيا والآخرة، وهو حسبنا وعليه اعتمادنا ونعم الوكيل».(10)

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


كتبه
محمد بن إبراهيم
بالقاهرة في: 8/ 5/ 1438




----------------------------------------------------
(1) وانظر: «بحث مختصر عن اليهود من خلال القرآن الكريم» ط. مكتب العقيدة الإسلامية.

 
(2) نقلا عن جريدة «الشرق الأوسط» العدد (13939) بتاريخ 28/ 4/ 1438.
 
(3)كذا، والصواب عدم تسمية دولة اليهود الكفرية العدوانية بـ: «إسرائيل» فإسرائيل اسم نبي الله يعقوب -عليه السلام -، ولا نُقر تمسحَهم به وانتسابَهم إليه.
 
(4) ولا يجوز شرعًا الاعتراف بما يسمى: «دولة إسرائيل». ولا يعرف المسملون بين البحر والنهر إلا دولة واحدة إسلامية.
قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله تعالى -:
«إنما تجوز المصالحة عند الحاجة أو الضرورة، مع العجز عن قتالهم، أو إلزامِهم بالجزية إن كانوا من أهلها، لما تقدم من قوله سبحانه وتعالى:{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)} [التوبة]، وقوله عزوجل: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: ٣٩]، إلى غير ذلك من الآيات المعلومة في ذلك».

-  وقال -رحمه الله تعالى -: «الصلح بين ولي أمر المسلمين في فلسطين وبين اليهود لا يقتضي تمليكَ اليهود لما تحت أيديهم تمليكًا أبديًّا».

-  وقال أيضًا: «الصلح مع اليهود أو غيرِهم مِن الكَفَرَةِ لا يَلزم منه مودتُهم، ولا موالاتُهم».

-  وانظر تفصيل كلامه -رحمه الله تعالى -في هذا الباب في «مجموع فتاوى ومقالات متنوعة». (8/ 212: 229).

 
(5) الواجب إعداد العُدَدِ العقدية والإيمانية والبشرية والعسكرية لتحرير فلسطين كلها.
 
(6)لابد قبل كل شيء من بيان العقيدة الصحيحة، والمنهج الإسلامي، وتعلُّمِ هذا، وتعليمِه، وبَثِّه في المسلمين حتى يدركوا:

أولا: حقيقة المعركة، قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: ١٢٠].

ثانيا: سبيل الانتصار، قال تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)} [محمد].

 
(7) كذا، والصواب عدم تسمية دولة اليهود الكفرية العدوانية بـ: «إسرائيل» فإسرائيل اسم نبي الله يعقوب -عليه السلام -، ولا نُقر تمسحهم به وانتسابهم إليه، وانظر: فتوى الشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله تعالى -في «حكم تسمية دولة اليهود بإسرائيل».
 
(8) قال الله تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)} [الكافرون].

-  قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى -(4/ 703):

«وقد استدل الإمام أبو عبد الله الشافعي وغيره بهذه الآية الكريمة: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)} [الكافرون]، على أن الكفر كله ملة واحدة......».
وذكر نحو هذا في تفسير قوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} 
[البقرة: ١٢٠].
 
(9) وغيرها من الدواهي.... والله المستعان.
 
(10)من «منهج الصواب في قُبح استعمال أهل الكتاب» (ص/ 227).