تنبيه على حال بعض الجهلة المرضى الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد...
 
فهذا تنبيه كان ملحقاً بالدرس التاسع من «النصيحة لمن أراد طلب العلم» لأبي علي محمد بن إبراهيم المصري -وفقه الله تعالى-.
 
قال الله تعالى: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)}[المائدة].
 
قال أهل العلم:«إِنَّمَا يُؤْتَى الرَّجُلُ مِنْ سُوءِ فَهْمِهِ أَوْ مِنْ سُوءِ قَصْدِهِ أَوْ مِنْ كِلَيْهِمَا، فَإِذَا هُمَا اجْتَمَعَا كَمُلَ نَصِيبُهُ مِنَ الضَّلَالِ».
 
«هنا تنبيه لأن شخصا جاهلا مريضا ما زلت أعرفه منذ سنوات ليست قليلة لأنه كان قبل أكثر من عشر سنوات ربما حضر بعض الدروس وهو من بلدة أو ما حول بلدة طامية بالفيوم هذا يتصدر ويتمسح بي ويدخل على بعض الناس على أنه مثلا ممن كان يحضر عندي وما شابه.
 
وللأسف كثير من الناس لا يتمهل ولا ينظر ولا يسأل يعني إذا هذا الشخص ينتسب إلى فلان أو يدعي أنه حضر عند فلان أو ما شابه سلوا فلانا ما حال هذا الشخص؟ هل هو مرضِيّ؟ هل هو مستقيم؟ فإذا كنت أعرفه بأنه مريض بنفسه وأنه يتعالم وأنه كان من قبل يتأكل بالقرآن وأنه إلى آخره فهذا كله مما ينبغي أن يكون معلوما.
 
أيضاً الإنسان قد يبتلى في دينه بأن يجد جاهلا أو ضالا أو أكثر يعينه على ما هو فيه وحتى كنت قبل مدة قلت لبعض الإخوة: الإنسان قد يبتلى في دينه بناس يعظمونه يكونون سببا في فتنته لاسيما إذا كان هذا التعظيم من غير وجود شيء من الأهلية أصلا للعلم أو الخير أو كذا.
 
يعني الإنسان إذا كان في الأصل يُذكر بأنه من أهل العلم والخير فإنه يخشى الفتنة في تعظيم أي مُعَظِّم له فما بالك إذا كان هذا الشخص بعيدا عن كثير مما عليه أهل الخير وأهل الصلاح وأهل الاستقامة.
 
الشاهد أن هذا الشخص صار عبر من يعرفه يصطادون أو يتواصلون مع بعض الإخوة اليمنيين الذين ينزلون إلى مصر وهنا تذكير ونصيحة لكل إخواننا إذا كانوا حقا من أهل السنة عليهم أن يسألوا في بلدانهم أهل العلم كالشيخ يحيى حفظه الله إذا نزلنا إلى مصر فمن نزور أو مع من ... إلى آخره هذا ليس طلبا لشيء دنيوي وإنما للمحافظة على نهج أهل السنة والبعد عن إثارة الفتن وعن التسبب في أي فتنة يتسبب فيها شخص حتى لو كان صالحا بقصد أو بدون قصد لأنك إذا ذهبت إلى شخص يظهر لك خيرا تراه في يوم يدعوك إلى غداء يدعوك إلى كلمة يدعوك إلى خطبة ويظهر لك شيئا من الخير وكذا وكذا أنت لا تعرف عنه التفصيل الذي ينبغي فيذهب للأسف ويثني وهذا يثنى ويكون ما يكون.
 
فالحاصل أنه عبر وسائل التواصل وعبر الشبكات والواتسآب والإنترنت [وهذه صارت أدوات عند أكثر الناس للبلايا والرزايا والتواصل السيء الذي يكون تقاطع أفضل منه ولا حول ولا قوة إلا بالله] فيأخذ بعض الناس فيقدمهم ثم هم يقدمونه ويثنون عليه ويكونون من حيث يعلمون أو من حيث لا يعلمون فتنة له وسببا في اغتراره وفتنته ويتسببون في وجود فتنة بسبب مثل هذا الشخص لما يغتر ويظن ما يظن ويتجاوز الحدود ولا حول ولا قوة إلا بالله.
 
ليس كل من حفظ القرآن مثلا أو صلح لإمامة بعض الناس إذا أخلص في هذا لله ولم يطلب في إمامته مالا ولا جاها ليس كل من صلح لشيء من هذا يصلح أنه يحشر مع طلبة العلم فضلا عن العلماء وكبار المشايخ كل شخص لابد أن ينزل منزلته «أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ» والذي لا يعرف منازل الناس فليبحث وليفحص وليسأل قبل أن يتسرع ويكون من حيث لا يدري سببا في شر وفتنة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
 
يعلم الله أنني أتكلم بهذا الكلام حرصا وإشفاقا على أهل السنة الذين هم في الأصل في مثل بلادنا في ضعف وقلة وحالة الله سبحانه وتعالى أعلم بها وأعلم بما نحن فيه.
 
أنت أتيت لعلاج أو ما شابه فكن بخير في نفسك وإذا أردت شيئا من الخير أزيد من هذا فليكن على ما ينبغي لكن يكون من وراء هذا شر ويكون من وراء هذا كلام بغير علم وبغير تدقيق وبغير فهم ويترتب عليه ما يترتب من الشر والفوضى التي حصل بسببها شر كثير في اليمن وفي غير اليمن ولا حول ولا قوة إلا بالله.
 
ولهذا الذي أذكر به جميع إخواننا من الدعاة المخلصين لله تعالى الذين لا يريدون بدعوتهم إلا وجه الله تعالى ولا يريدون جاها ولا شهرة ولا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا الوصية لي ولهم جميعا أن يتبعوا منهاج رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بالحرص على الدين وأن يكونوا حريصين على كون الأمر في أهله ولأهله.
 
و«إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ» و«لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ» و«إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».
 
فعلى جميع الإخوة الدعاة وفقهم الله تعالى لكل خير أن يحرصوا ألا يكونوا سببا في اتخاذ الناس رؤوسا جهالا يضلون ويضلون وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 
نسأل الله -سبحانه وتعالى- لنا لكل من يسمع هذا الكلام ولكل إخواننا الذين ينتسبون إلى منهاج السلف الصالح وإلى منهاج سنة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نسأل الله تعالى لنا وللجميع الهداية والتوفيق وإخلاص النية له -سبحانه وتعالى- والثبات على منهاج رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ونعوذ بالله تعالى من الفتن ما ظهر منها وما بطن ونسأل الله تعالى أن يصلح قلوبنا وأن يصلح أعمالنا.
 
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)} [آل عمران]» انتهى بتصرف يسير جداً.