نصيحة السائلين عن العدوان على فلسطين الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


بسم الله الرحمن الرحيم
 

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين -لاسيما اليهود الملاعين-، والصـلاة والسلام على خـاتم النبيين وإمــام المجاهديـن؛ رسول الله محمد، وعلى آله الطاهرين، وصحبه الميامين.
 

أما بعد...
 

فمن الذي أنصح به نفسي وكل مسلم في ظل عدوان اليهود -لعنهم الله ودمر عليهم وعلى من رضي بفعالهم- على المسلمين في غزة وغيرها من أرض فلسطين في هذه الأيام ما يلي:
 

1- التوبة النصوح إلى الله تعالى من كل ذنب ومعصية، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} [الشورى].
 

2- الرجوع والإنابة إلى الله تعالى، وتعليق القلوب بالله تعالى، فهو الذي بيده كل شيء، وهو على كل شيء قدير.
 

3- اللجوء إلى الله والفزع إليه ودعاؤه، وكثير من المسلمين ليس للدعاء في قلبه وفي واقعه ما ينبغي أن يكون؛ لضعف الإيمان واليقين، وضعف المعرفة بالله تعالى وشرعه ودينه.
 

4- الإكثار من الدعاء وجعله في كل شأن وفي كل باب:

·   فيسأل العبدُ اللهَ له ولإخوانه المسلمين الهدى والسداد، والثبات على الإسلام حتى الممات.

·  ويسأل الله أن يدفع عن جميع المسلمين -وخصوصًا في غزة وفلسطين- عدوان اليهود المجرمين، وكل شر وسوء في الدنيا والدين.

·  ويسأل الله أن ينصر الإسلام ويعز المسلمين، ويؤيد كلمتي الحق والدين، ويفقه المسلمين في الدين، ويجعل عملهم على ما يحب تعالى ويرضى.

·  ويسأل الله أن ينتقم من اليهود المجرمين، وأن يرد شرهم وقصفهم ونيرانهم عليهم، وأن يجعل كيدهم في نحورهم، وأن يجعل الدائرة عليهم، وأن يدمر عليهم، ويجعلهم لا يستطيعون للمسلمين شرًّا ولا مكرًا.
 

5- الحرص على القيام بما أوجب الله تعالى من تعلم الدين والفقه فيه طلبًا للتبصر ومعرفة الشرع القويم؛ ليتمكن العبد من الاستقامة عليه، بدون غلو ولا جفاء، بدون إفراط ولا تفريط.
 

6- الحرص على إصلاح الطاعات؛ كالصلوات المفروضة والمسنونة وغيرها.
 

7- الحرص على الجِدِّ وما ينفع المسلمين في الدنيا والآخرة، والندم على ما فات من العمر في غير ما يحب الله ويرضى.
 

8- الصبر على ما قدر الله تعالى، وانتظار الفرج من الله تعالى.
 

9- العلــم بــأن اليهود سلطـوا علينا بغير ظلم مـن الله لنا، وأننا نساعدهـم -بقصد أو بدون قصد- على التمكن منّا وفينا؛ بظلمنا وجهلنا، ومعاصينا وذنوبنا.

«اللهم لا تمكن الأعداء فينا، ولا تسلطهم علينا بذنوبنا».
 

10- العلم والدعوة: أن {الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)} [الأعراف]، وأن المسجد الأقصى والقدس وفلسطين والشام كلها كانت للمسلمين، وستبقى للمسلمين -إن شاء الله رب العالمين-.

وأن كل أرض للمسلمين احتُلّت وتغلب عليها الكفار يجب تحريرها وإنقاذها من تسلط الكافرين ولو كانت في أقصى الأرض، فكيف بالمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله وجعله مسرى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وأولى القبلتين، وثالث المساجد التي تُشدُّ إليها الرحال.

وأن جهاد الدفع وجهاد الطلب كلاهما حق بالضوابط الشرعية المبينة في كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
وأن الجهاد يجب أن يُتبع فيه منهاج رسول الله
-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من غير غلو ولا جفاء، ولا خروج ولا إرجاء.
 

11- الإكثار من ذكر الله تعالى، قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)} [الأنفال].
 

12- الإقبال على كتاب الله تعالى؛ تلاوة وتعلمًا وتفهمًا واستماعًا وإشاعة وإذاعة وتعليمًا.
 

13- الحرص على البِرِّ والصلة والإحسان للوالدين والأقرباء، والجيران والزملاء، والمساكين والفقراء.
 

14- البعد عن المعاصي كلها وأسبابها وأهلها وأدواتها ووسائلها.
 

15- الحرص على سلامة القلب من المهلكات ومحبطات الأعمال؛ كالكبر والعُجب والرياء، والحقد والحسد، والفخر والخيلاء.
 

16- الإكثار من الاستغفار، وإدراك عظم الحاجة إلى الاستغفار والذكر، وقراءة القرآن عمومًا وخصوصًا.

·  فالذكر والاستغفار جلاء للقلوب، وتجديد للعزم ومحو للذنوب.
 

17- الانتباه إلى ما نحن فيه من عظيم التقصير والتفريط والتضييع لمصالح أنفسنا وغيرنا من المسلمين.
 

18- الادّكار والاعتبار والانزجار عن مسالك الأشرار.

وليعلم الجميع أنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
 

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)} [آل عمران]

اللهم صلّ وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد

كما صليت وباركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد