صيام العشر الأوائل من ذي الحجة الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


السؤال: هل ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- صيام العشر الأوائل من ذي الحجة؟



الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.
 
• روى أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم من طرق عن حفصة أو أم سلمة -رضي الله عنهما- قالت: «أربع لم يكن يدعهن النبي -صلى الله عليه وسلم-: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة».
 
• وهذا حديث في إسناده اختلاف واضطراب، وقال في «نصب الراية» (2/ 157): «ضعيف».
 
• ثم هو مخالف لما ثبت في «صحيح مسلم» من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: «ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صائماً في العشر قط».
 
• لكن العشر الأوائل من ذي الحجة قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر» كما ثبت عند البخاري وغيره، والصيام من العمل الصالح.
 
قال النووي في «شرح صحيح مسلم»، تعليقاً على حديث عائشة -رضي الله عنها-:
 
«ثبت في «صحيح البخاري» أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه» يعني: العشر الأوائل من ذي الحجة، فيتأول قولها: «لم يصم العشر» أنه لم يصم لعارض: مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائماً فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر».
 
وقال ابن حجر العسقلاني في «فتح الباري»: 
 
«لاحتمال أن يكون ذلك لكونه كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله، خشية أن يفرض على أمته؛ كما رواه الصحيحان من حديث عائشة أيضاً». والله تعالى أعلم.