تحذير المسلمين من تمدد كفار الصين (5) الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين؛ نبينا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه الميامين.
 
أما بعد...
 
فقد جاء في مجلة «الصين اليوم»(1)!! العنوان التالي:
 
«كونفوشيوس في عين شمس»!!
 
وكتبت كاتبة تعمل!! للصينيين!!(2):
 
«معاهد كونفوشيوس التي يقيمها المكتب الوطني لتعليم اللغة الصينية (يسمى اختصارا: هانبان) مؤسسات لتعليم اللغة الصينية، ونشر الثقافة الصينية في أنحاء العالم، وهي مشروع حكومي صيني غير هادف للربح(3)، الغرض منه تعزيز التفاهم وعلاقات الصداقة بين الصين ومختلف دول العالم من أجل تعزيز السلم والتنمية المستدامة في العالم(4).
 
أقيم أول معهد كونفوشيوس في سيول عاصمة جمهورية كوريا في عام 2004، وحاليا يبلغ عدد معاهد كونفوشيوس في أنحاء العالم نحو 525 معهدا، إضافة إلى 1113 فصلا دراسيا لكونفوشيوس في مدارس متنوعة في 146 دولة ومنطقة.
 
ويدرس في معاهد كونفوشيوس، وفصول كونفوشيوس حول العالم أكثر من تسعة ملايين طالب.
 
في الدول العربية: هناك ما يربو على عشرة معاهد وفصول كونفوشيوس منتشرة في تسع دول عربية، هي: مصر، ولبنان، والأردن، والإمارات، والبحرين، والسودان، والمغرب، وتونس، وجزر القمر».
 
ثم تحت عنوان: «معاهد كونفوشيوس في مصر» قالت:
 
«أقيم فصل كونفوشيوس بجامعة القاهرة، وهو أول فصل كونفوشيوس في شمالي أفريقيا، بالتعاون بين جامعة بكين وجامعة القاهرة المصرية، وافتتح رسميا في التاسع والعشرين من نوفمبر سنة 2007، وفي الوقت الراهن يتم إنشاء مبنى لمعهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة.
 
ومع ازدياد عدد دارسي اللغة الصينية في مصر تم إنشاء فرع آخر لمعهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس؛ حيث اعتبر من أجمل معاهد كونفوشيوس في العالم العربي(5)، وقد أقيم بالتعاون بين جامعة قناة السويس وجامعة شمال الصين للطاقة الكهربائية.
 
يغطي هذا المعهد الذي افتتح في إبريل 2008 مساحة أكثر من ألف متر مربع(6) داخل حديقة جامعة قناة السويس في مدينة الإسماعيلية.
 
واعتبارا من 5 مايو عام 2014، وبموافقة المكتب الوطني لتعليم اللغة الصينية أصبح التعاون بشأن معهد كونفوشيوس يدار من قبل جامعة قناة السويس وجامعة اللغات والثقافة في بكين.
 
كونفوشيوس جامعة عين شمس
 
في حوار مع د. إسراء عبد السيد الأستاذة في كلية الألسن جامعة عين شمس، ورئيسة قسم اللغات الصينية بالمعهد العالي للغات والترجمة، قالت: «على مدى سنوات عدة كانت هناك خطوات طويلة جدا تمثلت في طلب جامعة عين شمس(7) من هانبان إقامة فصل كونفوشيوس في جامعة عين شمس باعتبار أنها تضم أقدم قسم لتعليم اللغة الصينية في العالم، وأول وأكبر قسم من حيث عدد الطلاب والأساتذة إلى جانب أن أساتذة جامعة عين شمس يرجع لهم الفضل في إنشاء أقسام اللغة الصينية في الوطن العربي والجامعات المصرية».(8)

وكان لزيارة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس لمقر هانبان في بكين أثر كبير؛ فبعد مشاورات بينه وبين الجانب الصيني تم الاتفاق على إنشاء فصل كونفوشيوس في جامعة عين شمس، وخلال عام سيتم العمل على ترقية وتوسيع هذا الفصل لإنشاء مبنى كامل لمعهد كونفوشيوس بالجامعة.
 
وأشارت د. إسراء عبد السيد إلى أن معهد كونفوشيوس جامعة عين شمس يتميز ببرامج وخطط وأنشطة غير مسبوقة لا تتوافر في معاهد كونفوشيوس الأخرى(9)». انتهى.
 
قلت: ينبغي أن يعلم كل هؤلاء وغيرهم أن الصينيين كفرة ملاحدة شيوعيون وهم في الأصل كونفوشيوسيون،(10) وثنيون،(11)وهم يريدون احتلال بلاد المسلمين(12) اقتصاديا، وثقافيا،(13) ويعلمون أن نشر معاهدهم سبيل إلى توسيع تسلطهم وتكثير أتباعهم والعاملين لهم، والمتجسسين لهم في مختلف المجالات.
 
وقديما جند المغول والصليبيون جواسيس وعملاء لهم من مرتدي فسقة المسلمين، وكذلك فعل اليهود والكفار الغربيون في القرون الأخيرة، والجامعات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية والكندية وأخيرا الروسية كانت ولا زالت عاملة في مصر وفي غيرها في هذا الإطار.
 
وليس ما يفعله الصينيون بخارج عن هذا، بل إن الصينيين فيهم من العيوب والمثالب والبلايا من جهات كثيرة ما لا يوجد مثله في كثير من الكفار، ومشروعهم الكفري الإلحادي القومي عالمي سياسي عقدي اقتصادي ثقافي!!
فلا يجوز لمسلم أن يعاونهم في مشاريعهم الاحتلالية خصوصا فيما يكون شعاره كفريا واسمه على اسم أكبر طاغوت ووثن يعبد عندهم، وهو كونفوشيوس الذي كان كافرا غير معروف الاعتقاد حتى عندهم، ثم صاروا يعظمونه ويعبدونه ويقيمون له المعابد، ومعاهد باسمه في بلاد المسلمين.
 
قال الله تعالى: { فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ الله كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ المَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53) الله الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ المُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ الله إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57) وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)} [الروم].
 
والحمد لله رب العالمين
 
كتبه
محمد بن إبراهيم
بالقاهرة: في 28/ 2/ 1440

 
--------------------------------------------------------

(1) (ص/ 50) عدد (يوليو) 2018 (بالتاريخ الإفرنجي).

 
(2) واسمها كأسماء المسلمين، وهذا من ثمار الجهل بأصل الدين.
 
(3) بل هو هادف لأرباح كثيرة، ولكن في أطر وامتدادات لا يدركها كثير من الأنعام، وأشباههم.
 
(4) بل لإيجاد مواطئ أقدام لهم، والتمكين للاحتلال الاقتصادي والعسكري بالغزو الثقافي، فملاحدة الصين الوثنيون يسعون لأمر عظيم جدا، وسعيهم في هذا معلوم مشاهد في مشارق الأرض ومغاربها، ولكن {أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63)} [العنكبوت].
 
(5) لا حول ولا قوة إلا بالله.
 
(6) أضف هذه المساحة إلى المساحات الأخرى التي سيطر عليها الصينيون في مصر.
 
(7) المصريون هم الذين يطلبون!! وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 
(8) وتعلم اللغة الصينية وأمثالها لا يجوز إلا لغرض معتبر شرعًا، وبدون ارتكاب مخالفة شرعية، أما الصينيون فيحرصون على وجود معاهدهم ونشر ثقافتهم ولغتهم ليكسبوا مغفلين جددا يخدمونهم ويساعدونهم فيما يريدون من حيث يشعرون، ومن حيث لا يشعرون.
 
(9) أين رعاية الدين وحقوقه من كل هذا.
 
(10) وبوذيون، وجينيون، وطاويون، وكثير منهم يجمع أشياء من اعتقادات متعددة، في الوقت عينه.
 
(11) ولا مشكلة عندهم أيضا في الجمع بين الإلحاد والوثنية.

  • وانظر: «تحذير المؤمنين من مسالك الملاحدة الوثنيين».
(12) بل كل بلاد العالم.
 
(13) بل عسكريا؛ كما فعلوا في تركستان الشرقية الإسلامية والتبت البوذية، وأخيرا في طاجيكستان!!